نحن معتادون على ربط النصر بالتصفيق، والإنجاز بالاحتفال، والمعارك بالحشود. لكن هناك نوعًا آخر من المعارك لا يُرى بالعين، ولا يُسمع له صوت. معارك تخوضها وأنت صامت، وتخرج منها منهكًا، لكن منتصرًا… دون أن يلاحظ أحد.
هي تلك اللحظات التي تقرر فيها أن تسامح بينما القلب يشتعل، أن تصمت بينما الكلمات تحترق على طرف لسانك، أن تستمر بينما كل شيء بداخلك يريد الانهيار. هذه المعارك لا تحتاج سيفًا، بل تحتاج شجاعة من نوع آخر… شجاعة مواجهة نفسك.
الجميل والمؤلم في هذه المعارك أنها لا تمنحك ميداليات، لكنها تهديك شيئًا أعظم: نضج، وسلام، وكرامة داخلية. فكل مرة تنتصر فيها على نفسك، تُبنى فيك طبقة جديدة من القوة الصامتة.
في زمن يعج بالضجيج، يصبح الصمت في المعركة الداخلية انتصارًا لا يقدّره إلا من مرّ به